بسم الله الرحمان الرحيم
سودة بنت زمعة الكريمة ...صاحبة الهجرتين
و مازلنا نعيش في بستان الخير و البركة و العفاف و التقى ففي كل يوم نرى زهرة جديدة فاح عبيرها على الكون كله.
و نحن اليوم على موعد مع صحابية جليلة مباركة كانت تبدل كل ما تستطيع لتدخل السعادة و السرور و البهجة على قلب النبي صلى الله عليه و سلم .
انها من السابقات الى الاسلام ... انها صاحبة الهجرتين الى الحبشة و الى المدينة المنورة... انها التي اثرت رضى رسول الله صلى الله عليه و سلم على حظوظ نفسها...انها التي قالت عنها أم المؤمنين عائشة: (ما رأيت امرأة أحب الي أن أكون في مسلاخها من سودة بنت زمعة).
انها أم المؤمنين سودة بنت زمعة-رضي الله عنها-
لقد كانت سودة -رضي الله عنها-أول من تزوج بها النبي صلى الله عليه و سلم بعد وفاة خديجة-رضي الله عنها- و مكثت عنده وحدها نحوا من ثلاث سنوات حتى تزوج عائشة-رضي الله عنها-.
و كانت تعلم يقينا أنها لن تستطيع أن تملأ الفراغ الدي تركته خديجة-رضي الله عنها- لكنها تحاول قدر طاقتها أن تملأ هدا البيت المبارك راحة و سعادة و سرورا فكانت تخفف عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و ما كان يلقاه من اضطهاد المشركين و كانت تحدثه عن دكرياتها في بلاد الحبشة و تكثر من أخبار ابنته رقية و زوجها عثمان-رضي الله عنهما- لأنها تعلم أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يحب أن يعرف أخبارها و يطمئن عليها و يسعد بسيرتها... هكدا كانت تبحث عن أي شئ يدخل السعادة و السرور على قلب النبي صلى الله عليه و سلم.
وظلت سودة-رضي الله عنها- ملازمة للحبيب صلى الله عليه و سلم تقتبس من هديه و أخلاقه و علمه و حلمه حتى أصبحت السعادة لا تفارق قلبها لحظة واحدة و حق لها أن تسعد بجوار رسول الله صلى الله عليه و سلم فو الله ان الواحد منا يتمنى أن يرى النبي صلى الله عليه و سلم و لو مرة واحدة في منامه فكيف بمن يعيش معه و يكلمه في يقظته ؟.
ولم يكن يخطر ببال سودة -رضي الله عنها- أن تصبح في يوم من الأيام أما المؤمنين وزوجة لسيد الأولين و الأخرين و لكن دلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله دو الفضل العظيم.