امهات المونين حفصة بنت عمر

انها صوامة قوامة و هي زوجتك في الجنة.
و ها نحن نقترب أكثر فأكثر لنستنشق عبير زهرة من بستان العائلة العمرية.
اننا على موعد مع أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب-رضي الله عنها و أبيها-...تلكم الزهرة التي جمع الله فيها مع المكارم و الفضائل ما يعجز قلمي أن يصفها أو يدكرها مجرد دكر.
فأبوها فاروق هده اللأمة.
انه الرجل الكبير في بساطة...البسيط في قوة...القوي في عدل و رحمة.
انه الرجل الدي أنجبته أرض الجزيرة، و رباه الاسلام .
انه الناسك الورع الدي تفجر نسكه حركة، و ذكاء،و عملا و بناء.
انه الأستاذ المعلم الذي صحح كثيرا من مفاهيم الحياة،و كساها عظمة و روعة من خلقه و سلوكه، و كان من للمتقين اماما.
و بعد هذه المقدمة عن تلكم العئلة العمرية التي نشأت فيها أمنا حفصة-رضي الله عنها- فلنا أن نتخيل كيف أنها نشأت مباركة و عاشت في ظل بيئة يندر أن نجد لها مثيلا .
....و تألم عمر لابنته الشابة التي ترملت في الثامنة عشرة من عمرها .
و أوجعه أن يلمح الترمل يغتال شبابها،ويمتص حيويتها،و يخنق صباها، و بدأ يشعر بانقباض أليم كلما دخل بيته، و رأى ابنته في حزنها ، فبدا له-بعد تفكير طويل - أن يختار لها زوجا، قد تأنس الى صحبته.
فعرضها أبوها على أبي بكر ، فلم يجبه بشئ ، و عرضها على عثمان، فقال: بدا لي ألا أتزوج اليوم. فوجد عليهما ، و انكسر، و شكا حاله الى النبي صلى الله عليه و سلم .فقاليتزوج حفصة من هو خير من عثمان، و يتزوج عثمان من هي خير من حفصة) ثم خطبها، فزوجه عمر.
و زوج رسول الله صلى الله عليه و سلم عثمان بابنته أم كلثوم بعد وفاة أختها رقية.
و كانت حفصة-رضي الله عنها- تحتل مكانة عالية في قلب النبي صلى الله عليه و سلم و كانت منزلتها بين أزواجه ايضا عالية.
و في يوم من الأيام طلق الحبيب صلى الله عليه و سلم حفصة-رضي الله عنها- فانكسر قلبها و أظلمت الدنيا كلها في عينيها وهي لا تصدق أن زوجها و حبيبها و نبيها صلى الله عليه و سلم قد طلقها... و اذا بلأمين جبريل-عليه السلام- ينزل بأمر من الملك-جل جلاله- يشق السبع الطباق ليأمر الحبيب صلى الله عليه و سلم بأن يراجعها و يردها مرة أخرى.
فقد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه و سلم ، طلق حفصة تطليقة، ثم راجعها بأمر من جبريل -عليه السلام- له بذلك، و قال انها صوامة، قوامة، وهي زوجتك في الجنة).
و يالها من منقبة تتوارى أمامها كل المناقب خجلا و حياء... فهذا هو قدر أمنا حفصة -رضي الله عنها- عند الله عز و جل.
ganna_way007 غير متواجد حالياً رد مع اقتباس