صبر و احتساب ... و مكافأة من الرحيم التواب
و ها نحن نطوي الصفحات الناصعات لنقف وقفة ايما نية مع تلك الصفحة البيضاء التي تجعل القلب يزداد ايمانا و يقينا و سعادة و سرورا بسيرة هذا الجيل العظيم الذي تربى بين يدي الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم .
و نحن على موعد مع أمنا الغالية (أم سلمة)-رضي الله عنها-
قال عنها الامام الذهبي : السيدة المحجبة الطاهرة هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة، المخزومية، بنت عم خالد بن الوليد، سيف الله ، و بنت عم ابي جهل بن هشام.
من المهاجرات الأول. كانت قبل النبي صلى الله عليه و سلم عند أخيه من الرضاعة : أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي، الرجل الصالح.
و نحن لو ألقينا الأضواء على حياة أم سلمة قبيل الاسلام، لألفينا أنها امرأة ذات شرف و طهر في أهلها، و ذات نسب معرق في المعالي، و منبت كريم حسيب في قومها بني مخزوم، ثم هي بعد ذلك كله ابنة واحد من كرماء قريش، و أندادهم كفا، و أجودهم عطاء، فأبوها زاد الراكب أحد الأجود الذين سارت الأمثال و الركبان بالحديث عن جودهم، فكانوا اذا سافروا، و خرج معهم الناس، لم يتخذوا زادا معهم، و لم يوقدوا نارا لهم ، فيكفونهم و يغنونهم.
و لا ريب أن هند بنت أبي أمية ، قد تأثرت بهذه البيئة الكريمة التي عاشتها في مطلع فجر حياتها ، ورأت من مكانة أبيها و كرامته بين الناس ، فلا عجب أن تكون هي الأخرى ، ذات يد معطاء ، و نفس صافية ، تعرف مكامن الرحمة ، فتفجر البر في نفوس الناس تفجيرا.